السبت، 4 مايو 2013

حيفا في مقالات د.جوني منصور







مي زيادة ورحلتها من بيروت إلى حيفا


جوني منصور


لم تحظ حيفا بوصف جميل في نهاية فترة الحكم التركي بمثل ما حظيت به من قلم الأديبة الفلسطينية ـ اللبنانية الأصل مي زيادة.
·       خطوط أولى من حياتها
 ومي زيادة (واسمها ماري الياس زيادة) المولودة في الناصرة في عام 1886 لأب لبناني وأم فلسطينية، ترعرعت في أسرة مثقفة ومتعلمة، فوالدها عمل مدرسا وكانت له ميول للكتابة الأدبية. وتلقت مي زيادة دراستها الابتدائية في مدرسة الراهبات في الناصرة ثم تابعت دراستها للمرحلة الثانوية في مدرسة عينطورة في لبنان. وانتقلت اسرتها في عام 1907 إلى القاهرة بحكم أعمال والدها، فتابعت دراستها الجامعية في جامعة القاهرة حيث درست الأدب العربي والفلسفة والحضارة الاسلامية.
·       صالون "يوم الثلاثاء"
وكانت من المبادرات والطلائعيات إلى تأسيس منتدى(صالون أدبي) عرف بـ "يوم الثلاثاء" جمعت فيه عددا كبيرا من نخبة الأدباء والمفكرين المصريين أمثال أحمد لطفي السيد وخليل مطران وأحمد شوقي ومحمود عباس العقاد وأنطون الجميّل وشبلي الشميل وغيرهم. ونوقشت في هذا الصالون مواضيع أدبية وفكرية وثقافية.
·       عشرون عاما من لقاء جبران، بقي حبرا على ورق
وراسلت مي زيادة جبران خليل جبران لمدة عشرين عاما بين 1911 و 1931 دون ان يلتقيا ولو لمرة واحدة، وتعمقت العلاقة بينهما. ولما توفى جبران تأثرت للغاية وأصيبت بحالة من الكآبة وزاد على هذه الحالة وفاة والديها الواحد تلو الآخر. فأدخلت إلى أحد المصحات العقلية في لبنان، إلا أن المفكر اللبناني أمين الريحاني عمل مع أصدقاء له على تحريرها وإعادتها إلى القاهرة، وتوفت فيها في العام 1941. ورثاها خليل مطران والعقاد وهدى الشعراوي وغيرهم.
·       مؤلفاتها
تركت زيادة عددا من المؤلفات، من أبرزها:"المساواة" و "ظلمات وأشعة" و "بين الجزر والمد" و"كلمات وإشارات" وغيرها. ونشرت عشرات المقالات والخواطر والتعليقات في صحف مصرية وعربية أخرى، من أشهرها: "المقطم" و "الأهرام" و "المقتطف" و "المحروسة"...
ووضعت مجموعة كبيرة من الدراسات والبحوث حول مي زيادة وأدبها وكتاباتها ومساهماتها الأدبية والفكرية، وجمعت أعمالها الكاملة في بيروت في عام 1982 عن دار نوفل للنشر.
·       كتبوا عنها
وكتبت أطروحة دكتوراة على يد انيتا زيجلر الالمانية شرحت من خلالها المأزق الثقافي الذي عاشته زيادة وسط نقاش مصري واسع ذي صلة بهوية مصر الوطنية في العشرينيات ومطلع الثلاثينيات من القرن الماضي. واشارت زيجلر إلى ان زيادة تأثرت بتيارات فكرية وأدبية أوروبية أتاحت لها متسعا ومساحة من الحرية في التعبير والكتابة.
·       مشروع درامي قيد الإعداد
وهناك مشروع درامي سوري لتجسيد حياة وأعمال مي زيادة في مسلسل تلفزيوني سيتم بثه في العام القادم.
·       سبعون عامًا والدعوة إلى تنظيم فعاليات
وجدير ذكره أن العام القادم هو عام زيادة، أو بالأحرى بودنا الإشارة إلى ضرورة قيام المؤسسات والجمعيات الأهلية والمدارس في مختلف مناطق الوطن بإحياء ذكرى هذه الأديبة المتميزة بمختلف الطرق المتاحة والممكنة من يوم دراسي إلى ندوة إلى مهرجان وإلى مؤتمر فكري وأدبي يخصص لهذه الغاية.
·       قلم مي زيادة كريم لأجل حيفا
ولقد عثرنا بين مؤلفات زيادة وصفا بقلمها لزيارتها مدينة حيفا بواسطة سفينة أقلتها من بيروت إلى حيفا ومن حيفا إلى مسقط رأسها الناصرة. وهذا الوصف ينقل لنا صورة رائعة وجميلة جدا عن مدينة ناشئة وهانئة مستلقية على منحدرات الكرمل. وننقل للقارئ الكريم حرفيا القطعة الأدبية التي خصت فيها حيفا وروابيها وجبلها ووديانها وكرملها وشطآنها وبحرها.

من بيروت إلى حيفا بقلم مي زيادة
"وأخذتِ السفينة تتحرّك فخُيِّل أن بيروت ولبنان يتباعدان هما عنّا يهمّان بأمرٍ خطير يجب ألاّ نعرف منه شيئًا, نحن النقطة الهائمة على الماءِ, وظلاّ يتباعدان كَتُومين فمضيت إِلي سريري قبل أن يغيبا عن البصر تمامًا, ورقدْتُ سعيدة لأني نمتُ مرّة أخرى في بيروت عند قدم لبنان. واستلمني إله الكري.

وما انتبهت في صباح الغد إِلاّ والشمس مشرقة والأفق بسّام فوق مدينة حيفا

وكما تسرع الموجة الصغيرة إِلي الاختباء في حضن أمها بعد مداعبة الشاطئ, كذلك تجلس حيفا في سفح الكرمل. كأنها بعد غسل بيوتها في البحر ابتعدت وارتفعت خوفًا من البلل.

ومن جوانبها تتشعَّب السبل إلى مختلف الأنحاء. فأسير فيها بالتخيُّل والذكرى.

هذه سبيل تحاذي شفة البحر إِلي عكَّاء الجميلة الضواحي, الغنية التاريخ, ومن ثم إِلي حديقة (البهجة) أجمل حدائق تلك البقعة. وفي جوارها (بستان العجم) عزلة كبير البهائيين عباس أفندي, ومن أحفل الجنَّات بالورود. ثم تمتدُّ الطريق وتتلوَّى, وترتفع وتنخفض حتى صور ابنة صيدا وأم قرطاجنة. صور التي شيدت, على ما يرى المحدثون, بأمر من تيروس سابع أبناء يافث بن نوح. ويقال إن أجينور الطرواديَّ سكنها مع أبنائه الثلاثة: قدموس, رافع جدران طيبة اليونانية وناشر الأبجدية في بلاد الإغريق. وفينيقس الذي أطلق اسمه على بقاع فينيقيا الواسعة, وأورب الذي دعيت أوروبا باسمه.

من صور هذه انطلقت القوافل النشيطة تنشئ المستعمرات في بلاد لم تكن تعرف معنى العمران. شادت قرطاجنة منافسة روما بعدئذ, وأوتيكا الإفريقية ذات التجارة الغنية, وقاديثا الأندلسية التي مضى منها الاسبان فيما يلي من العصور للبحث عن العالم الجديد.

صور اليوم مهدَّمة كئيبة. وفيها سكينة اليأس والكلال بعد أن كانت الملتقى الأكبر للمواصلات مع جميع أنحاء العالم المعروف يومئذٍ. تتتابع الطريق منها بامتثال, على مقربة من بحرها الجميل الفتَّان, إلى صيدا المدعوة في التوراة (صيدا العظيمة). صيدا العظيمة التي أغرت الغزاة والفاتحين بجمال موقعها ووفرة ثروتها. هنا ما زالت الطبيعة فتية باسمة, في بساتينها تتهدَّل الأثمار ويعذب الجنى, وفي فضائها تنتشر عطورُ الأزهار وأرواح جميع ما تنتجُ الأرضُ. والبحر يعزف أنشودتهُ في ظلَّ جبال لبنان المضمَّخة بهناء معناها وحب أبنائها.

ليس الجبل الذي تستند عليه حيفا القائمة أمامي لبنانًا, بل هو الكرمل. هو أكمة من سلسلة جبال الكرمل الممتدة بين بلاد الجليل والسامرة. لقد سافرتُ في حياتي الصغيرة, مرَّات على ظهر الجواد في ظل هذه الجبال, واستوعبتْ روحي ما ينطلق من أشكالها وروائحها وبقاعها وغاباتها وصخورها من المعاني والأخيلة. ولكم شهدتُ أسراب الطيور فوقها وحواليها مرفرفةً! ولكم رأيتُ الأرانب والغزلان بين صخورها وأشجارها شاردة!

-
لست أدري أأنا أشد حبّا للكرمل, أم لجبل الطور المستدير هناك على صفحة مرجِ بن عامر?

قد تنتهي أيامى قبل أن أكون على بينة من الأمر. كلُّ هذا يبث في النفس عواطف رحيبة, وكأنه يوسع التنفس في الصدر ويجتاز بالمرء كل عاطفةٍ وكل تأثرٍ وكل إِحساس بما ينشره من أشكال وألوان وخطوطٍ وعطورٍ وتذكارات قديمة مجهولة. وسحره الأكبر, كسحر كل محبوب, هو الشيء الذي لا يعبر عنه. كان لامرتين ما حل بأرضٍ جميلة إِلاَّ قال: (هذه أبهى ما رأيت. وأودُّ أن أدفن هنا بعد موتي). ولكأني من هذا القبيل لامرتين بعض (اللامرتينية).

على أن أعذب تذكار لديَّ من هذه الميناء هو أني عندما تعرفت بالبحر ووقفت في حضرتهِ للمرة الأولى في طفولتي. وهو الذي ركبتهُ يومئذٍ لأذهب إلى مدرسة راهبات الزيارة في عين طورة.

مساءٌ ما زال حيّا كأنه مساء البارحة.

كان القمر بدراً يغمر هذه الجبال والبقاع المنبسطة عند موطئها. وكانت أشعته تنصبُّ سيلاً على المياه فتخطُّ فيها ممرّا نورانيّا وسيعًا, قضيت تلك السهرة وأنا أرقب ألوف الأرواح الصامتة تغتسل فيه جذلي. وإِذ همَّت الباخرة بالمسير حمل إلينا النسيم مقاطع شدوٍ كله شهيق ونحيب. كان النسيم يحمل ذلك الشدو متقطعًا كأنه مثقلٌ بعطور الكرمل من صعتر ونعناع وخزامي وخليط من شذا سائر الأعشاب البرية.

ما هو هذا الصوت? أصوات وداع بعيد? أهو يأس يتفطر في أواخر السهرة عندما يطوف الكرى في اللواحظ? أهو نشيد للبحر أم نشيد من البحر? أم هو إِيذان بالرحيل للسفن المتأهبة? لم أعلم يومئذٍ. ولقد زاد هذا الجهل في تفخيم اللغز وإِيهام لذاذتهِ, ومرت أعوام قبل أن أعلم أن ذلك كان صوت كمنجة, تلك الآلة الوترية التي هي أعجوبةٌ عذوبةٍ وتفجّع كأفعل حنجرة إنسانية شادية.

-
عادت الزوارق إلى الشاطئ وهدأت الحركة على صفحة البحر, فجاءَ الظلام مَرة أخرى بحلكه المرصع بالأنوار, وروعته التي تملأ النفوس تعبُّدًا وخشوعًا".
_________________________________________________________
 
 


 
 اسرتها في عام 1907 إلى القاهرة بحكم أعمال والدها، فتابعت دراستها الجامعية في جامعة القاهرة حيث درست الأدب العربي والفلسفة والحضارة الاسلامية.
 
·       صالون "يوم الثلاثاء"
 
وكانت من المبادرات والطلائعيات إلى تأسيس منتدى(صالون أدبي) عرف بـ "يوم الثلاثاء" جمعت فيه عددا كبيرا من نخبة الأدباء والمفكرين المصريين أمثال أحمد لطفي السيد وخليل مطران وأحمد شوقي ومحمود عباس العقاد وأنطون الجميّل وشبلي الشميل وغيرهم. ونوقشت في هذا الصالون مواضيع أدبية وفكرية وثقافية.
 
·       عشرون عاما من لقاء جبران، بقي حبرا على ورق
وراسلت مي زيادة جبران خليل جبران لمدة عشرين عاما بين 1911 و 1931 دون ان يلتقيا ولو لمرة واحدة، وتعمقت العلاقة بينهما. ولما توفى جبران تأثرت للغاية وأصيبت بحالة من الكآبة وزاد على هذه الحالة وفاة والديها الواحد تلو الآخر. فأدخلت إلى أحد المصحات العقلية في لبنان، إلا أن المفكر اللبناني أمين الريحاني عمل مع أصدقاء له على تحريرها وإعادتها إلى القاهرة، وتوفت فيها في العام 1941. ورثاها خليل مطران والعقاد وهدى الشعراوي وغيرهم.
 
·       مؤلفاتها
تركت زيادة عددا من المؤلفات، من أبرزها:"المساواة" و "ظلمات وأشعة" و "بين الجزر والمد" و"كلمات وإشارات" وغيرها. ونشرت عشرات المقالات والخواطر والتعليقات في صحف مصرية وعربية أخرى، من أشهرها: "المقطم" و "الأهرام" و "المقتطف" و "المحروسة"...
ووضعت مجموعة كبيرة من الدراسات والبحوث حول مي زيادة وأدبها وكتاباتها ومساهماتها الأدبية والفكرية، وجمعت أعمالها الكاملة في بيروت في عام 1982 عن دار نوفل للنشر.
 
·       كتبوا عنها
وكتبت أطروحة دكتوراة على يد انيتا زيجلر الالمانية شرحت من خلالها المأزق الثقافي الذي عاشته زيادة وسط نقاش مصري واسع ذي صلة بهوية مصر الوطنية في العشرينيات ومطلع الثلاثينيات من القرن الماضي. واشارت زيجلر إلى ان زيادة تأثرت بتيارات فكرية وأدبية أوروبية أتاحت لها متسعا ومساحة من الحرية في التعبير والكتابة.
·       مشروع درامي قيد الإعداد
وهناك مشروع درامي سوري لتجسيد حياة وأعمال مي زيادة في مسلسل تلفزيوني سيتم بثه في العام القادم.
 
 
_________________________________________________________ 

أموالنا في البنوك
بقلم: جوني منصور

شهدت الفترة الأخيرة من حياة الدولة العثمانية بعض التغييرات والتعديلات في مبناها الاقتصادي والمالي والمصرفي، حيث بدأت تظهر البنوك والمصارف في عدد من المدن المركزية في هذه الدولة، ومنها حيفا.  ولم يكن المجتمع العربي في فلسطين، بل في سوريا، قد انتقل دفعة واحدة إلى التعامل المصرفي، إذ سادت هذا المجتمع ظاهرة التسليف المحلي من قبل مرابين، أو التعامل وفق مبدأ "يتوفر معي أقوم بالصرف". ولكن إزاء التحولات التي شهدتها المنطقة، وخصوصا زيادة النفوذ الاقتصادي الاجنبي في الدولة العثمانية سواء الفرنسي او البريطاني او الالماني لم تتمكن الدولة العثمانية من الصمود طويلا. لهذا بدأت تكثر البنوك، ولكل شركة بنكية أجندتها المالية وأيضا دورها السياسي.

وعرفت الحركة الصهيونية عبر  ذراعها الاقتصادي كيفية الاستفادة من هذه التحولات، واخترقت السوق الفلسطيني من خلال شركات مصرفية وبنكية اوروبية الجنسية أو المصدر. وعملت هذه على شراء الأراضي أو مصادرة مساحات من الأراضي التي رهنها الفلاحون الفلسطينيون مقابل القروض التي حصلوا عليها بدواعي تطوير القطاعات الزراعية المتنوعة.

وظهرت في حيفا في أواخر الفترة العثمانية بنوك عدّة، ولكن عددها أخذ بالزيادة في فترة الانتداب البريطاني. هذا الانتداب الذي ألحق ضربات اقتصادية قوية للغاية في الاقتصاد الفلسطيني لصالح تمكين وتعزيز الاقتصاد الصهيوني، ساهم في عملية إنهيار الاقتصاد الفلسطيني وبالتالي إلى ضعف وترهل هذا الاقتصاد في بعض ميادينه، مقارنة مع الاقتصاد الصهيوني الذي شهد طفرة من التطور والنمو مدعوما من حكومة الانتداب البريطاني. وأكثر من ذلك اضطر الاقتصاد الفلسطيني إلى الارتباط والتعلق بالاقتصاد البريطاني والصهيوني معا.

نستعرض هنا بعض البنوك التي عملت ونشطت في حيفا في الفترتين العثمانية والبريطانية لفائدة القراء ومحبي المعرفة.

·      البنك الزراعي:

شهدت الفترة الأخيرة من حياة الدولة العثمانية بعض الاصلاحات الإدارية والمالية، ومن بينها السعي للحفاظ على علاقة الفلاح بأرضه. والقصد هنا أن الفلاحين قد تراجع وضعهم الاقتصادي جراء زيادة النفوذ الغربي وجراء الضرائب الباهظة التي يدفعونها، مقابل ما يتبقى لهم من نتاج المحصول. فعملت الدولة على إقراضهم من هذا البنك لدعم المشاريع الزراعية. تأسس البنك في عام 1892، وكان أحد مكاتبه المركزية في عكا وترأس مجلس الإدارة عبد الفتاح السعدي ومأمور البنك نجيب إدلبي، إضافة إلى خمسة أعضاء تولوا أمورًا إدارية متنوعة.  وكان أعضاء مجلس إدارة البنك من الأثرياء في عكا والمنطقة، نذكر منهم على سبيل المثال: ميخائيل عيد وجرجي خوّام، ورشيد افندي أبو الهُدى. أما مأمور البنك الزراعي في حيفا عشية الحرب العالمية الأولى فكان نوري أفندي ضياء.  وساهم هذا البنك في دعم عدد من مشاريع الفلاحين الفلسطينيين في منطقة حيفا على سبيل المثال. وتم إقراضهم مبالغ من المال لتحقيق هذه الغاية مقابل رهن أملاكهم.

ولما وقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني قامت بريطانيا ببيع الاملاك المرهونة لهذا البنك إلى شركات صهيونية. ومن بين الأملاك المرهونة مساحات شاسعة من الأراضي. علما أنه لا يجوز لبريطانيا التصرف بأموال وأملاك البنك على هذه الطريقة، لكونها لا تملك البنك الزراعي ولا أسهم لها فيه.

 

·      البنك العثماني: 

تم تأسيس هذا البنك في العاصمة استنبول برأسمال انجليزي – فرنسي في العام 1862. وتأسست للبنك فروع في معظم مدن الدولة العثمانية، ومن بينها حيفا. واعتقد السكان أن هذا البنك هو عثماني اسلامي من اسمه، ولكون مركزه في العاصمة، وهذا يعني بالنسبة لهم أنه تحت رعاية ومراقبة السلطات العثمانية، ولكن في حقيقة الأمر أن معظم رأس المال كان يهوديا. وتولى إدارة الفرع في حيفا عشية الحرب العالمية الأولى روفائيل بيشوتو ثم موسى نمرة وهما يهوديان. واستخدمت إدارة البنك عددا من الموظفين من أبناء المكان، نذكر منهم على سبيل المثال نجيب حبيب سمعان وجاك(يعقوب) ابكاريوس.

 

·      بنك باركليس:

هو بنك انجليزي، فتح فروعه الأولى مباشرة بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، وإعلان الانتداب عليها. واعتبر هذا البنك الرئيسي بالنسبة لسلطات الانتداب البريطاني، واتخذ القدس مركزا لإدارته.  أما الفرع في حيفا فاتخذ عمارة كبيرة له في شارع الملوك، حيث ما يزال إلى اليوم قائما باسم بنك مركنتيل. وللإشارة هنا أن معظم موظفي الإدارة في هذا البنك كانوا من صفوف الانجليز وبعض اليهود، في حين أن الموظفين الصغار في الدرجات كانوا عربا.

 

·      بنكو دي روما:

هو بنك برأسمال ايطالي، اتخذ القدس مركزا رئيسا له. وكانت له فروع كثيرة في مدن فلسطين، ومن بينها حيفا. أما مقره في حيفا فكان في بناية الخياط في شارع الملوك قريبا من مقر البوليس المركزي في المدينة أي في شارع الملوك. في حين أن إدارته الاقليمية كانت في مدينة الاسكندرية بمصر حيث تكثر مصالح الطليان فيها منذ عقود طويلة. وتم تعيين جاك خليل مديرا لفرع حيفا، وعرف بحسن سلوكه وعلاقاته العامة الطيبة.

 

·      البنك العربي:

أسسه عبد الحميد شومان بالتعاون مع احمد حلمي عبد الباقي في القدس في 1930 برأسمال قدره خمسة عشر ألف جنيه فلسطيني. وهو بنك فلسطيني الفكرة والمنشأ والعمل.  وفتحت له فروع في معظم مدن فلسطين الكبرى ومنها يافا وحيفا ونابلس وغيرها. وكان مقره في شارع الملوك بحيفا. وتولى رشيد الحاج ابراهيم ادارة الفرع في حيفا في الثلاثينيات ثم تولاها فريد السعد في عام 1942(وهو في الأصل من أم الفحم). وعرف من بين مدرائه في فترات مختلفة واصف الصليبي وهو رجل خطيب له مواقف وطنية في مقارعة سلطات الاحتلال البريطاني. وكسب هذا البنك ود المواطنين العرب لكونه عربيا في كافة مركباته. ولأن مؤسسه رجل عصامي عرف باتكاله على ذاته وبتكوين رأسماله بتعبه وجهده. وما زال هذا البنك ناشطا في مناطق الضفة الغربية ومركزه في رام الله.

 

·      بنك أنجلو – بالستاين:

عمل اليهود على تأسيس بنوكهم في أوروبا على قاعدة شركات برأسمال كبير وضخم. ثم مع انتشار نشاط الحركة الصهيونية اتخذوها كغطاء لهم، كما أنهم اتخذوا الاحتلال البريطاني حاضنة وغطاء لسياساتهم المالية إضافة إلى سياساتهم ومنهجهم التطبيقي للاستيطان في فلسطين. تم تأسيس هذا البنك في لندن في عام 1902 باسم "الشركة الانجلو – فلسطينية". واعتبر البنك المركزي الصهيوني وللحركة الاستيطانية.  وافتتحت فروع لهذا البنك في حيفا ويافا وصفد وطبريا والقدس وغيرها، حيث أقرض الفلاحين قروضا كبيرة بفائدة قليلة مقابل رهن عقاراتهم. ومقابل ذلك عملت حكومة الانتداب على ضرب اقتصاد الفلاحين الفلسطينيين، كما فعلت مع تجارة الحبوب حيث استوردت كميات كبيرة منها بأسعار بخسة، فلحقت اضرار بالفلاحين، فاضطروا إلى تسليم عقاراتهم وأراضيهم إلى البنك بواسطة وكلاء كان يهودا، قاموا حالا بتحويلها إلى مشترين يهود.  وافتتح البنك عمارته الجديدة في شارع يافا في أيار 1928(هي نفسها التي أصبحت لاحقا بنك لئومي). واعتبر هذا البنك بعد العام 1948 مصرفا مركزيا لاسرائيل ريثما تم تأسيس بنك اسرائيل(البنك المركزي) في عام 1951. عندها تحول اسمه إلى بنك لئومي. لا شك في ان قرار إقامة هذا البنك في مطلع القرن العشرين تزامن مع اتساع النشاط الاستيطاني الصهيوني ونشاط هرتسل ومؤيدي تياره الصهيوني. وكان من أوائل مديري فرع حيفا نتان كايزرمان وشلومو نتنزون(على اسميهما شارعان في جوار مبنى البنك في شارع يافا).

 

·      بنك   الاستيطان الهيكلي(التمبلري):

 

وهو البنك الالماني الذي تأسس في العام 1897 لخدمة النشاط الاستيطاني الذي وضعته جماعة الهيكليين في حيفا ويافا والقدس وعدد من المواقع في الجليل. وساهم هذا البنك في توفير القروض والدعم المالي لأبناء الجالية الالمانية الهيكلية في هذه المواقع. وكانت له فروع في القدس ويافا وحيفا. أما فرعه في حيفا فافتتح في عام 1904 في الحي الالماني. ويبدو أن رأسماله أو جزءا منه كان يهوديا بغطاء الماني، ويمكن الاستدلال على ذلك من اسم احد مديريه في الفترة العثمانية وهو الخواجه شتيرن(ذكر "خواجة" في سجلات المحكمة الشرعية في حيفا وغيرها دلالة على أنه يهودي). وعمل البنك إلى فترة متأخرة من الانتداب البريطاني، وكان لعدد من أهالي حيفا العرب حسابات فيه، كما روى لي كبار السن.

·      بنك الأمة:

أسسه حلمي عبد الباقي بعد استقالته من البنك العربي الذي أسسه مع شومان. وكان ذلك في العام 1937. وهدف البنك تقديم القروض إلى المزارعين العرب لدعمهم. وعرف عن هذا البنك كالبنك السابق تعاونه مع الجهات الانجليزية واليهودية، خاصة في مسألة الأراضي(وهذا موضوع يحتاج إلى مبحث آخر). واستمر عمل البنك حتى نهاية فترة الانتداب البريطاني. وبقيت ديون كثيرة على المزارعين ولم يتمكنوا من تسديدها بسبب طردهم وترحيلهم عن وطنهم وأملاكهم. توقف نشاط هذا البنك مع نهاية الانتداب، كما أشرنا سابقا، ولأن مؤسسه اهتم بالشؤون السياسية وترأس حكومة عموم فلسطين. ولكن عندما فشلت هذه الحكومة تابع إدارته للبنك في القاهرة إلى أن أصدر الرئيس عبد الناصر قراره بتأميم البنوك في عام 1961. وعمل في فرع حيفا خلال فترة الانتداب البريطاني الشاعر الفلسطيني مصباح العابودي(وهو من طبريا). وجدير ذكره هنا أن عبد الباقي قد اختلف مع شركائه شومان، ولهذا السبب قام بتأسيس بنك الأمّة. وجدير ذكره هنا أن ابنة عبد الباقي سنية متزوجة لعبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي، وأن ابنته الأخرى نائلة متزوجة من عبد المجيد شومان ابن عبد الحميد شومان. أما ابن عبد الباقي الوحيد واسمه محمد فتزوج من سعاد ابنة رشيد الحاج ابراهيم.  فمن هنا تولى رشيد الحاج ابراهيم ادارة فرع بنك الأمة في حيفا حتى نهاية الانتداب البريطاني.
 

خاتمة:


بقيت أموالا عربية كثيرة في البنوك في حيفا في عام 1948، فما هو مصيرها يا ترى؟ من له الحق في المطالبة بها؟ ومن سيتولى هذا الأمر؟ وأي جهة مطالبة بالكشف عن حجم هذه الأموال؟ اسئلة كثيرة تنتظر إجابات.

__________________________________________________________________________ 

 

حيفا حاضرة في كتاب ماري إليزا روجرز "الحياة في بيوت فلسطين"

بقلم: جوني منصور

 

·      أسئلة لبعض منها إجابات:

 

أهداني الأخ جمال أبو غيدا ترجمة لكتاب ماري إليزا روجرز وعنوانه"الحياة في بيوت فلسطين"، وما أن تسلمته حتى رجعت بي آلة الذاكرة إلى زمن بعيد قرأت فيه هذا الكتاب وتعرفت من خلاله على بعض جوانب الحياة اليومية في فلسطين عامة وفي حيفا خاصة، لأن موضوع هذه المدينة يستهويني بل مسيطر على كياني بكليته. من هي ماري روجرز؟ وماذا أرادت أن تنقله إلى القارئ البريطاني عبر تسجيلها وقائع حياتيه يومية؟ وهل من اهداف من وراء هذا النوع من الكتب؟ هذا ما سأعرفكم عليه من خلال هذه المقالة الموجزة بعد أن أتيت على قراءة الكتاب بنهم سريع مهملا بعض واجباتي الاجتماعية، فعُذرًا.

 

·      مؤلفة الكتاب:

ماري إليزا روجرز هي شقيقة ادوارد توماس روجرز الذي تولى عدة مناصب في السلك الديبلوماسي البريطاني في مصر وفلسطين وسوريا، ومن بينها نائب القنصل في حيفا بين 1855 و 1859. وهي الفترة ذاتها التي أمضتها في حيفا وسواها من مدن وقرى ومناطق فلسطين متجولة ومتفحصة ودارسة لأحوالها وأوضاعها المعيشية والحياتية.

وحرصت روجرز على كتابة ما كانت تراه وتسمعه وتختبره يوما بيوم، ليس بهدف ان يكون سجل ذكريات لها او يوميات رحالة، بقدر ما أن يكون وصفًا دقيقًا لمجرى الحياة اليومية في فلسطين على وجه الخصوص.

 

·      كتاب رحالة أم بحث:

وقد يعتبر بعض المحللين أن كتابها "الحياة في بيوت فلسطين" هو من صنف كتب الرحالة، ولكن المعلومات التي تنقلها تؤكد بكل إصرار ووضوح أن فلسطين كانت تمر في غمرة تحولات جذرية في مسيرة نموها وتطورها، وأن هذا الوطن لم يكن أرضًا خاوية وخالية، بل ينعم بنشاط بشري محمود واقتصادي يتناسب مع الظروف السياسية التي كانت تحيط بالدولة العثمانية، السلطة الحاكمة آنذاك.

تجولت روجرز ممتطية حصانها في الجليل والساحل وجبال نابلس والخليل والقدس وضواحيها ويافا، متجاوزة كل العقبات التي من المحتمل أن تعترض طريقها كـأجنبية وسيدة على وجه التحديد.

يمكن ملاحظة تمكنها القوي من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، ولها اطلاع واسع على عالم النبات والكائنات الحية التي عاشت ونمت وزهت في فلسطين. ومن جهة أخرى تكلمت العربية بطلاقة، بل أكثر من ذلك فهمت كلمات وعبارات لا يعرفها إلا من ولد ينطق بلغة الضاد.

 

·      تصوير الحياة اليومية:

صورت روجرز تفاصيل الحياة بدورتها اليومية والموسمية والسنوية ولعدة سنوات في ربوع فلسطين. فإن إقامتها في حيفا خصوصًا ومنطقتها وفرّت لها فرصا جيدة للاطلاع على هذه التفاصيل ونقلها بصورة ملفتة للانتباه وبكلمات تشير إلى فهمها العميق لكل التحولات والتغيرات التي كان يعيشها المجتمع العربي الفلسطيني بكافة مركباته الدينية والطائفية والاجتماعية.

 

·      من 1862 إلى 2013، حيفا حاضرة:

لقد نشر الكتاب بالانجليزية قبل مائة وخمسين عامًا، وبالتحديد في 1862، وها هو يرى الترجمة إلى العربية في مطلع هذا العام اي 2013. ويمكنني القول ان الكتاب بكليته يتميز بأن جذوره من حيفا، فمؤلفته عاشت في هذه المدينة ردحًا من الزمن إلى جوار شقيقها نائب القنصل العام لبريطانيا، وأن إنطلاقتها كانت من هذه المدينة إلى مواقع اخرى في فلسطين وجوارها. وبقي الكتاب ينتظر من يخرجه من سباته التاريخي العميق إلى العربية، فكان النصيب أن يحقق ذلك جمال أبو غيدا وهو من اهالي حيفا وإن ولد في اللجوء، فبيته نعرفه جيدا وكذا افراد من اسرته الكريمة. وأبى المترجم ألا يصدر الكتاب إلا بمقدمة بقلم ابنة حيفا المؤرخة مي ابراهيم الصيقلي، صاحبة كتاب "حيفا العربية" . فالكتاب بحلته القشيبة وروحه منبعث من مدينة الكرمل الأبية.

 

·      مواضيع الكتاب:

كشفت روجرز عن مركبات الحياة اليومية على مدى الساعات الطويلة، وكأني أراها تدون كل لحظة بلحظة في سجلها، وترفض ان تفوتها أية حركة أو أية كلمة. لهذا، نجد وصفًا رائعًا وجميلاً عن الأزياء سواء تلك التي ارتدتها النساء او الرجال والأولاد. وحظيت عادات وتقاليد المجتمع بتغطية واسعة بقلم روجرز، خاصة الزواج والوفيات والموائد والحفلات والمناسبات الدينية والعائلية. وحتى أنها قدمت وصفا للخياطة والتنجيد، ونقلت أحاديث الكواليس بما يخص القنصل والعمل والنشاط الديبلوماسي الذي عاشت في أروقته وحضرته. والصلوات والطقوس الدينية لدى المسيحيين والمسلمين، والأعياد.  ولم تتأخر روجرز من توجيه كلمات النقد اللاذع والقاسي في احيان كثيرة إلى دور المرأة الفلسطينية بكون شحيح في الحيز العام، وأن ثقافتها ضعيفة، وانها غير متعلمة. وميزت بين المرأة الدمشقية والمرأة الفلسطينية، وكانت قد أمضت أوقاتا طويلة في محافل النساء الفلسطينيات تأكل وتشرب وتتبادل الحديث معهن. أما الأماكن المقدسة فقد قدمت وصفًا لها من منطلقات دينية معتمدة على ما تحفظه من آيات وتعابير دينية مقتبسة ومستقاة من الكتاب المقدس بعهديه.

 

·      الفكر الامبريالي له حصة:

لكن المتأمل في سطور الكتاب وما بين هذه السطور يلحظ بدقة متناهية حريرية التعابير وناعمة الأسلوب الامبريالي الذي تبنته روجرز في كتابتها. بمعنى أن الصورة المقدمة للقارئ العادي هي وصفية بحتة، أما الباحث المتعمق فسيحظى بكتاب يندرج في عداد الكتب الامبريالية التي تمجد الغرب وتحط من قدر الشرق بتستر شديد وحذر كبير.  ومن جهة أخرى يظهر كتابها مدى استعداد الانجليز ليكونوا حكاما مناسبين بل مخلّصين مناسبين للشعب العرب الفلسطيني والمنطقة وخصوصا لإدارة موارد هذه المنطقة وتنظيم ثرواتها الطبيعية والبشرية، اي أنهم يقدمون أنفسهم لهذه الغاية.

 ولأننا نفتقر إلى أدبيات تصف لنا سير الحياة اليومية في فلسطين بكافة تفاصيلها، فإن كتاب روجرز يوفر لنا موردا جيدا للتعرف على هذه الحياة، والفوز بإطلالة عبر نافذة عدد من المواقع لطبيعة الناس وطرق حياتهم وسلوكهم الحياتي وتوجهاتهم المستقبلية. وتبين لها أن في فلسطين شعب يحب ارضه ووطنه، ومتمسك بتقاليده وعاداته. وبكونها قادمة من مجتمع تقليدي ومتمسك بعاداته وتقاليده استطاعت أن تفهم كنه العلاقة بين الفلسطينيين ووطنهم وأرضهم.

 

·      رؤية مستقبلية:

هل يمكن اعتبار كتابها هذا ملفا من المعلومات التي نقلتها إلى مكاتب صُنّاع القرار في لندن لدراستها وتفكيك رموز الشرق وسحره، وبالتالي وضع المخططات  والاستراتيجيات لاحتلال هذا الشرق وبسط السيطرة عليه وعلى موارده المختلفة؟ أم يمكننا اعتباره مجرد نص أدبي لرحالة أو مستكشفة نقلت ما شاهدته بإضافة ما انعكس في نفسها وعلق في ذهنها؟ مهما يتجه عقل وإدراك القارئ أثناء قراءته هذا الكتاب فإنه مما لا شك فيه أن الوصف مثير للغاية، وينقل الكتاب قارئه بسرعة هائلة ابتداءً من السطر الأول إلى منتصف القرن التاسع عشر ليعيش اجواء المدينة الناشئة حيفا والمدن الضاربة في التاريخ كعكا والخليل والقدس، والقرى الفلسطينية التي تشبه بعضها البعض كما نعتقد، ولكن يكتشف  القارئ ميزة كل واحدة من هذه القرى والمواقع.

 

·      لغته الأصلية صعبة والعربية سهلة!

كتب الكتاب بلغة القرن التاسع عشر، ولمن لا يعرفها جيدا سيقرر أنها غريبة عنه. لكن جاءت ترجمة الكتاب في غاية الدقة، ومنهى الرقة والسهولة، حيث نجح المترجم في تطويع اللغة لتصبح أداة لنقل الواقع بلغة عربية معاصرة مقرؤة ومفهومة للقارئ. وأكثر من ذلك، ولأن المترجم ذي جذور فلسطينية فإن تفسير عبارات وجمل كثيرة أوردها في متن النص باللهجة الفلسطينية المحكية إلى يومنا هذا.

لقد قرأت الكتاب قبل سنوات طويلة بلغته الأصلية، وواجهت صعوبات جمة في حينه في فهم كثير من المصطلحات والتعابير وبالتالي مقاصد المؤلفة، إلا أن هذه الترجمة وهي الأولى في المكتبة العربية قد وُلِدَت من رحم فلسطين. وبالتالي فإن صياغتها بقالب دقيق كان هو الغالب.

ويقع الكتاب بترجمته العربية في 413 صفحة، وهو من إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان.

·      شكرًا لأهالي حيفا:

شكرا للصديق الأخ جمال أبو غيدا على مبادرته هذه في وقت نحن في حاجة ماسة إلى مزيد من استكشاف ما كانوا يكتبونه عن وطننا وعنا، وإلى فهم التوجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لفترة زمنية مصادرها التحليلية والوصفية قليلة وشحيحة. وشكرًا لأهالي حيفا الذين ورد ذكرهم في الكتاب، وإن رحلوا فروحهم ترفرف فوق روابي وتلال كرملنا الأشم. إنهم الذين وضع أسس مدينتنا هذه وأسسوا لمستقبل املوا ان يكون زاهرا لهم ولأبنائهم، إلا أن جريمة النكبة وضعت حدًّا لأحلامهم.

 

وأخيرًا...

سيُثري هذا الكتاب بترجمته هذه المكتبة العربية، وخاصة ما له علاقة وصلة مباشرة بوصف الحياة الاجتماعية بكل مركباتها يوما بيوم.

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق